عبدالرحمن: ما الذي قدمه انقلاب حماس لمشروعنا الوطني ولطرد الاحتلال والاستيطان؟

عبدالرحمن: ما الذي قدمه انقلاب حماس لمشروعنا الوطني ولطرد الاحتلال والاستيطان؟
رام الله - صوت فتح الاخباري - قال أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح، إن ذكرى النكبة تدعونا جميعا لاستعادة وحدتنا الوطنية ووحدة وطننا وشعبنا.
وأكد عبد الرحمن، في كلمة نيابة عن السيد الرئيس محمود عباس في مهرجان إحياء ذكرى النكبة في قرية بيت عنان شمال غرب القدس، أن استمرار هذه الأوضاع المأساوية لن يقربنا من استعادة أرضنا المحتلة وإقامة دولتنا المستقلة، بل يدفع الأمور إلى إعادة مأساة عام 48، وإنهاء المشروع الوطني، وعودة الوصاية الإقليمية على قطاع غزة، والضفة الغربية، تماما كما حدث بعد عام 48.
وأضاف: ليس أمام شعبنا غير الصمود والدفاع عن الأرض، وليس أمام شعبنا غير الوحدة والتلاحم في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، وتعزيز سلطتنا الوطنية، فالمغتصب والمحتل الإسرائيلي لن يهزم ولن يتراجع عن أدنى الحقوق الوطنية الفلسطينية بغير وحدتنا الوطنية التي لن تهزم أبدا .

ونقل عبد الرحمن تحيات السيد الرئيس للمرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، فهذه القرى– القلاع التي تحيط بالقدس الشريف إحاطة السوار بالمعصم، ليست إلا المواقع العسكرية التي أقامها محرر القدس صلاح الدين الأيوبي لحماية هذه المدينة المقدسة من الغزاة والطامعين، وإذا كان التاريخ يعيد نفسه، والأحداث تتكرر كذلك على نحو أو آخر، فإن التاريخ يضع على هذه القرى، هذه المهمة التاريخية والوطنية، إلا وهي الصمود والرباط في الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء على مدى التاريخ، فالصمود والبناء والعمل والوحدة والترابط بين القرى – القلاع، هو المهمة الأكثر إلحاحا في هذه الذكرى الأليمة – الذكرى الستين لنكبة شعبنا وضياع وطننا وتشريد ملايين الفلسطينيين في أقاصي الأرض .

وقال: إن الذكرى الستين للنكبة تفرض علينا في كل المواقع والقوى أن نقوم بمراجعة شاملة لأسباب نكبتنا وضياع وطننا وتشريد شعبنا، وإذا كان صحيحا أن الاستعمار القديم والجديد البريطاني والأميركي قد أقام إسرائيل في قلب وطننا الفلسطيني في إطار السيطرة الاستعمارية على وطننا وعلى الشرق الأوسط، فإن غياب الوحدة الداخلية كان نقطة الضعف القاتلة في صمودنا الوطني.
وأضاف: إن ضياع القرار الوطني الفلسطيني المستقل قد جعل قضيتنا سلعة بين اللاعبين في الشرق الأوسط، وإذا كان لزاما علينا أن نتعلم من دروس الماضي الأليم لنتجنب مأساة حاضرنا المؤلم، فإننا نقول دون خجل ودون تردد، إن مأساة الانقلاب والانفصال بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والذي أقدمت عليه حركة حماس تجاوبا مع الأجندات الإقليمية ذات الأهداف والمصالح المغايرة لمصلحتنا الوطنية هو اليوم العائق الأكبر أمام مشروعنا الوطني، وعلينا أن نستفيد من تجارب ومآسي نضالنا الوطني في عام 1948، ففي ذلك العام، وقع انقسام فلسطيني أضاع ما تبقى من أرض فلسطين، ففي غزة كان هناك المفتي رحمه الله يعقد المجلس الوطني الفلسطيني، ويشكل حكومة عموم فلسطين برئاسة أحمد حلمي باشا، وفي الضفة الغربية كان هناك مؤتمر أريحا الذي قرر ضم الضفة الغربية إلى الأردن، فإذا بفلسطين تزول من خريطة الشرق الأوسط، والآن لا يجب أن نخفي رؤوسنا في الرمال ونتجاهل وضعنا الداخلي ونبكي ونتباكى على وطننا السليب، فالمطلوب إنهاء حالة الانفصال والانقلاب في قطاع غزة، والمطلوب استعادة وحدتنا الوطنية، والمطلوب تعزيز منظمة التحرير، وتعزيز السلطة الوطنية، وليس التشكيك فيهما لإقامة هذه الإمارة في غزة.

وتساءل عبد الرحمن: ما الذي قدمه انقلاب حماس لمشروعنا الوطني ولطرد الاحتلال والاستيطان؟ وما الذي قدمه هذا الانقلاب لأهلنا في قطاع غزة؟
وقال عبد الرحمن: علينا أن نعزز وضعنا الداخلي حتى نكون قادرين على انتزاع حقوقنا وأرضنا من هذا المحتل الاستيطاني العنصري، الذي لا هدف له سوى القضاء على شعبنا وسرقة وطننا إلى الأبد.
وأضاف: لقد مرت ستون عاما على نكبة شعبنا، وإسرائيل تحتفل اليوم بذكرى اغتصابها لفلسطين قبل ستين عاما، ولكن احتفالات الباطل والاغتصاب والسرقة، لم ولن تقوى على تزييف التاريخ والحقائق إلى الأبد، رغم ضخامة ما تملكه إسرائيل من سلاح ودعاية ودعم أميركي، ولتنظر إسرائيل من حولها لتعرف حقيقة واقعها اليوم بعد ستين عاما، إن الشعب الفلسطيني حقيقة راسخة، وحقوقه الوطنية يعترف بها العالم، وحقه في دولته وقدسه وأرضه يحظى اليوم بالإجماع العالمي، وإدانة إسرائيل على كل شفة ولسان في العالم كله، وما على الشعب الفلسطيني إلا أن يستعيد وحدته وقوته ورؤيته السياسية الواحدة، حتى يتحول هذا الدعم الدولي إلى قوة فعلية على الأرض ترغم إسرائيل على الانسحاب من أرضنا والتسليم بحقوقنا الوطنية.

وأكد عبد الرحمن أن إسرائيل التي تحتفل اليوم بذكراها الستين، لا تستطيع الادعاء أن فلسطين أرض بلا شعب أعطاها بلفور لشعب بلا أرض، وحتى عندما تقيم إسرائيل جدار الفصل العنصري وتسرق الأرض، وتبني المستوطنات فوق أرضنا، وتواصل حصارها واحتلالها، فهي تدرك أن هذه الوقائع المصطنعة لن تقوى على تزييف الواقع، فالاحتلال يجب أن يزول والاستيطان لا بد وأن يقتلع من جذوره، والقدس الشريف عاصمة دولتنا الأبدية لا بد وأن تعود عربية فلسطينية وحرة، وبالطبع وكما يقول المثل ما ضاع حق وراءه مطالب، ونحن _ الشعب الفلسطيني _ نطالب بحقوقنا ونناضل في سبيلها، ولهذا فالمستقبل لنا ولشعبنا ولوطننا، وعلى إسرائيل أن تدرك أن هذا الشعب العريق، شعب هذه الأرض التي بارك الله حولها، لن يتنازل عن أي حق من حقوقه الوطنية طال الزمن أم قصر، وكل احتلال وكل استعمار زائل لا محالة بصمود شعبنا ووحدته وتضحياته .

حماس لن تجلب سوى العار لشعبنا...................