الى متى..؟ غزة بلا كهرباء ولا وقود ولا غاز
11/5/2008 01:45 PM
صوت فتح ـ دخل قطاع غزة منذ ليلة أمس في الظلام بسبب نفاذ الوقود الخاص بتشغيل محطات التوليد ، وغرقت مدن جنوب الوطن بالعتمة، وتعطلت جميع وسائل الخدمات المشغلة بالتيار الكهربائي بما فيها المستشفيات ومراكز الخدمات الصحية، أي دخل المرضى مرحلة خطرة، ايضا بانقطاع الكهرباء، فمنهم من يحتاج الى أجهزة تعمل فقط بواسطة التيار الكهربائي.
وحسب تقرير لوكالة رويترز للانباء قال مسؤول بمحطة توليد الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة إن نقص الوقود أدى الى اغلاق المحطة ليغرق معظم القطاع.
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه 'سنغلق (المحطة) لان الوقود نفد منا.. لا نستطيع تلبية الطلب على الكهرباء.'
وذكر مسؤول اسرائيلي أنه لم تسلم أي شحنات لايام قليلة بسبب الاحتفالات بمناسبة إحتفال اسرائيل ' بقيامها ' أي نكبة شعب فلسطين وبسبب تكرار الهجمات بقذائف المورتر التي ينفذها مسلحون. حسب الناطق الاسرائيلي.
وواجه قطاع غزة نقصا في الوقود في الشهور الاخيرة بسبب القيود التي فرضتها اسرائيل على الامدادات.
ويمول الاتحاد الاوروبي شحنات الوقود للمحطة التي تمد 800 ألفا من سكان القطاع وعددهم 1.5 مليون نسمة بالكهرباء.
وذكر متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أن حماس قطعت الكهرباء عمدا حتى تؤجج المشاعر المعادية لاسرائيل في قطاع غزة.
وقال ديفيد بيكر 'لا يوجد سبب منطقي للاغلاق. هذا مثال اخر على الازمات المصطنعة التي تدبرها حماس من أجل أهدافها السياسية الخاصة دون أي اعتبار لمصلحة الشعب الفلسطيني'.
وخفضت اسرائيل بشدة امدادات الوقود لقطاع غزة بعد أن هاجم نشطاء مستودع ناحال عوز الشهر الماضي وقتلوا اثنين من المدنيين الاسرائيليين.
إنتهى التقرير و قطاع غزة الذي يعاني من فترة من نفاذ الوقود سواء السولار او البنزين ، وأخرها غاز الطهي ، يكون قد وصل مرحلة حرجة وبالغة الحساسية مع تسيير أمور الحياة ، وذلك دون بشائر تدل على قرب الانفراج او فك الحصار ولو جزئياً ، وأصبح المواطن في قطاع غزة رهينة وعود لا تستطيع حكومة اسماعيل هنية السابقة من القيام بإلتزاماتها بل تكتفي بالصراخ والشجب والتهديد ، ومن خلفها حركة حماس التي ادخلت القطاع في هذه المرحلة التاريخية الحرجة ، بل و تعتمد على استثمار الحصار وتدوير ما يدخل من موارد للقطاع على قلتها من بابها الخاص وإنفاقها على شريحة واحدة هي تلك التي تنتمي الى حركة حماس فقط ، وباقي سكان القطاع يتركون بلا كهرباء ولا وقود ولا حتى غاز ، مع قمامة الشوارع المتروكة منذ مدة طويلة ، وانعدام عمليات رش الحشرات والفئران التي تكثر في الصيف، وتوقف مضخات برك المياه العادمة ، وطفحها في بعض المناطق ، وتوقف شبه كامل لحركة السيارات والمصانع .
قطاع غزة الذي يعيش حالة فريدة في تاريخه المعاصر يعصر من عصب عينيه، ولا أحد يبكي عليه اليوم ، في ظل صمت غريب وقاتل من عرب وغرب وحتى البعض المستثمر لمعاناته ، والذي يدير أثار الحصار لصالحه.
وفي ظل الراهن الصعب والحرج في قطاع غزة كل شيء مهدد بالانهيار الانسان والمقاومة والمادة ، في توقيت دقيق للغاية يهدد الطلاب الذين يستعدون لتقديم امتحانات نهاية السنة ، فهل تدرك هيئات حقوق الانسان والمؤسسات الدولية ومنها اليونسيف خطورة ما تواجهه العملية التعليمية في قطاع غزة واذا ما ادركت هذه الجهات فمتى يا ترى ستتدخل لوقف الانهيار ورفع الحصار ، ربما ايضا تصل الرسالة الى وزراء الخارجية العرب المجتمعون اليوم في القاهرة لبحث أحداث لبنان ، وليشغلوا انفسهم أيضا بمليون ونصف المليون المحاصرين في قطاع غزة ، وليتحملوا قليلاً ويمددوا اجتماعاتهم من أجل الانسان الفلسطيني في ذكرى نكبته.